نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 31
وإذاً فالرجل ـ وإن لم يتعمّدها ـ فيلسوف
بمادّته وإن خالف الفلاسفة في أنَّ هؤلاء قد غلب عليهم أن يقيموا لفكرتهم
نسقاً علىٰ صورة مبدأ ونتائجه ، وأمّا هو فقد نثر القول نثراً في دواعيه
وظروفه [١].
أمّا صبحي الصالح فيقول في مقدّمته : منذ
أن تصدّىٰ الشريف الرضي لجمع ما تفرّق من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
ووسمه : « نهج البلاغة » أقبل العلماء والأُدباء علىٰ ذلك الكتاب بين ناسخ
له يحفظ نصّه في لوح صدره ، وشارح له ينسم الناس عن تفسيراته وتعليقاته [٢].
ويقول الكاتب لبيب بيضون ـ الكاتب
السوري المعروف ـ في تصنيفه للـ « نهج » : لا يشكّ أديب أو مؤرّخ أو عالم
ديني أو اجتماعي في ما لـ « نهج البلاغة » من قيمة جلّىٰ ، وإنّه في مصافِ
الكتب المعدودة ، والّتي
تعتبر من أُمّهات الكتب ...
كيف لا ؟! و « نهج البلاغة » هو كلام
أمير المؤمنين ، ذلك الإمام الّذي كان قدوة مثالية للمسلمين ، ونبراساً
رائداً للمؤمنين ، حتّىٰ إنّ الخليل بن
أحمد حين سئل عنه : ما تقول في الإمام عليّ ؟ قال قوله المأثور : احتياج
الكلّ إليه واستغناؤه عن الكلّ دليل علىٰ أنّه إمام الكلّ في الكلّ ...
ثمّ قال : إنّ « نهج البلاغة » هو أعظم
كتاب أدبي وديني وأخلاقي واجتماعي بعد القرآن والحديث النبوي الشريف ، وهو
أحد المصادر الأربعة الّتي لا غنىً للأديب العربي عنها ، وهي : القرآن
الكريم ، ونهج البلاغة ، والبيان والتبيين
للجاحظ ، والكامل
للمبرّد [٣].