ودسّ إلىٰ الكوفي بعد تفرّقهم
فأحضره وسأله عن ثمن بعيره ، فدفع إليه ضِعفه ، وبرّه وأحسن إليه ، وقال له
: أبلغ عليّاً أنّي أُقابله بمائة ألف ما فيهم مَن يُفرّق بين الناقة
والجمل.
ثمّ قال المسعودي : ولقد بلغ من أمرهم
في طاعتهم له أنّه صلّىٰٰ بهم عند مسيرهم إلىٰ صِفّين الجمعة يوم الأربعاء ،
وأعاروه رؤوسهم عند القتال وحملوه بها ، وركنوا إلىٰ قول عمرو بن العاص :
أنّ عليّاً هو الّذي قتل
عمّار ابن ياسر حين أخرجه لنصرته ، ثمّ ارتقىٰ بهم الأمر في طاعته إلىٰ أن
جعلوا لعن عليّ سُنّة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير [١].
والصلح الّذي تمّ بين الإمام الحسن عليهالسلام ومعاوية ، إنّما
كان علىٰ شروط اشترطها الإمام الحسن عليهالسلام
وقبلها معاوية ، منها : أن ترجع الخلافة بعد وفاة معاوية إلىٰ الحسن أو إلىٰ أخيه الحسين عليهالسلام في حال وفاة الحسن عليهالسلام
قبل معاوية [٢]
، ولكن معاوية الطليق لم يفِ بما تعاهد عليه مع الإمام الحسن عليهالسلام
، ولم يتورّع عن إعلان ذلك أمام الملأ أجمعين.
قال معاوية لمّا دخل النخيلة قبل أن يصل
إلىٰ الكوفة : والله إنّي ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكّوا ، إنّكم لتفعلون