نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 24
ولم يردّوا
علىٰ تحدّي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
لهم علىٰ لسان القرآن نفسه في إبطال دعوىٰ النبوّة ، بالإتيان بمثل القرآن ،
أو الإتيان بعشر سور من مثله ، أو
حتّىٰ بسورة واحدة من مثله ، مع أنّ هذا الأمر كان أيسر لهم وأقلّ كلفة من
تجشّم عناء الحروب وويلاتها ; فقد كانوا هم أهل الفصاحة والبلاغة لا يشقّ
لهم في هذا الجانب غبار !!
فالقوّة واستخدام السلاح ـ في الواقع ـ هما
وسيلتا الضعيف العاجز عن إقناع الآخرين بصدق ما يدّعيه ، وخاصّة في ما
يتعلّق بالأُمور العقائدية ، فتراه يلجأ إليهما هرباً من الاعتراف بالضعف
والعجز الفكريّين.
والأنبياء والرسل لم يلجأوا إلىٰ استخدام
السلاح في وجه خصومهم إلاّ بعد أن استنفذوا كلّ الوسائل الممكنة لإقناع
الخصوم ، بل لم يلجأوا
إلىٰ استخدام السلاح ـ كما هو الثابت في أغلب الوقائع ـ إلاّ بعد الظلم
والعذاب والاعتداء عليهم ، مع ملاحظة الخُلق الرفيع والحلم الكبير الّذي
كان يجابه به الأنبياء مخالفيهم ، لا الغلظة والفظاظة والعمل علىٰ تكفير
المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بلا دليل معتبر أو حجّة دامغة كما هو شأن
الوهّابيّين مع خصومهم اليوم !!
اللّهمّ نسألك السلامة في ديننا ، ونسألك
أن تعيننا علىٰ أنفسنا بما تعين به الصالحين علىٰ أنفسهم ، إنّك سميع قريب مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
خالد البغدادي
٢٥ جمادىٰ الأُولىٰ
ـ ١٤١٩ هـ
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 24