نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 223
أمّا قول الدليمي :
« وعلينا أن نرجع
جميعاً إلىٰ الدين الواحد ، الّذي كان عليه عليّ ومعاوية ، وهو دين الإسلام
، فالدين واحد ، والربّ واحد ، والنبيّ واحد ، والدعوة واحدة ; فعلامَ
الخلاف ؟! » ..
ففيه مغالطة واضحة ؛ لأنّ الدين الواحد
والربّ الواحد والنبيّ الواحد لم يمنعوا معاوية من الخروج علىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام
ومقاتلته وتأليب الناس عليه ، ممّا يدلّ علىٰ أنّ الدعوة ليست واحدة ،
وإنّما كانت هناك دعوتان أو معسكران في الإسلام : معسكر يدعو إلىٰ الجنّة ،
يمثّله أمير المؤمنين عليهالسلام
وأتباعه ، ومعسكر يدعو إلىٰ النار ، يمثّله معاوية وأتباعه.
وقد بيّن ذلك النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم بمقاله عن
عمّار بن ياسر الّذي كان يقاتل مع جيش أمير المؤمنين عليهالسلام
في صِفّين ضدّ جيش معاوية ، في ما رواه البخاري : « ويح عمّار ! تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلىٰ الجنّة ويدعونه إلىٰ النار » [١].
وقد كان عمّار بن ياسر يقول يوم صِفّين
: « يا أهل الإسلام ! أتريدون أن تنظروا إلىٰ مَن عادىٰ الله ورسوله وجاهدهما ، وبغىٰ
علىٰ المسلمين ، وظاهر المشركين ، فلمّا أراد أن يظهر دينه وينصر رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتىٰ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهو والله في ما يرىٰ راهب غير راغب ، وقبض الله رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وإنّا والله لنعرفه بعداوة المسلم ومودّة المجرم ؟!
ألا وإنّه : معاوية ، فالعنوه ; لعنه
الله ، وقاتلوه ; فإنّه ممّن يطفئ
[١] راجع : صحيح
البخاري ـ كتاب الصلاة ، وكتاب الجهاد والسير.
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 223