نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 215
لكنّ الأمر ليس كذلك ؛ فما زالت آثار
الخلافات بين الصحابة ، وخاصّة بين عليّ عليهالسلام
وخصومه ، سارية المفعول في جسد المسلمين إلىٰ الآن ، والمسلمون منقسمون بشأنها بين مؤيد ومعارض [١]
، وليس من سبب لذلك إلاّ لقرب تلك الخلافات من مصادر التشريع الإسلامي ،
وهما : الكتاب والسُنّة ، وخاصّة السُنّة النبوية المبيّنة للقرآن الكريم ،
والّتي كان للأُمويين دور كبير في تشويهها وتحريفها بإدخال الكذب عليها ،
وتسخير الأقلام المأجورة لوضع الأحاديث فيها ، والطعن في أهل بيت النبوّة
الّذين أمر الله المسلمين بمودّتهم ، وأمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
أُمّته بالتمسّك بهم من بعده مع القرآن الكريم ، وجعلهم أماناً للأُمّة من
الاختلاف ، وهو ـ أي هذا الانقسام ـ مؤسف حقّاً ، خاصّة بعد معرفتنا
بأحقيّة عليّ عليهالسلام في مطالبه وحروبه ، كما تقدّم.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي في
شرح النهج
عن شيخه أبي جعفر الإسكافي : إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة ، وقوماً من التابعين علىٰ رواية أخبار قبيحة في عليّ عليهالسلام
تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم علىٰ ذلك جعلاً يرغب في مثله ،
فاختلقوا ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة
، ومن التابعين : عروة بن الزبير [٢].
[١] انظر : منهاج
السُنّة ـ لابن تيمية ـ في عدّة مواضع منه لتجد
تحامله علىٰ الإمام عليهالسلام
لحروبه مع أعدائه ..
وإن شئت فانظر : المقالات
السنّية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية ـ للشيخ عبد الله الهرري الشافعي ـ : ٢٠٢ ـ ٢٠٦ ; لتقف علىٰ تلك المواضع وردود الشيخ
الهرري عليها.