نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 208
للأمر ، وصبراً
علىٰ مضض الجراح ... ».
ثمّ بيّن عليهالسلام
سبب مقاتلته لأهل الشام ، فقال : « ولكنّنا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في
الإسلام علىٰ ما دخل فيه من الزَيْغ والاعوجاج والشبْهة والتأويل ، فإذا
طمعنا في خصلة يلمُّ اللهُ بها شَعَثنا ، ونتدانىٰ بها
إلىٰ البقيّة في ما بيننا ، رغبنا فيها وأمسكنا عمّا سواها » [١].
فهنا ، في هذه الخطبة بيّن الإمام عليهالسلام
بكلّ وضوح علّة
مقاتلته لأهل الشام ، وقال أنّه لم يقاتلهم إلاّ لما أدخلوه في الإسلام من
الزَيْغ ، والاعوجاج ، والشبهة ، والتأويل ، فاقرأ تمام كلامه عليهالسلام
في النهج
لتقف علىٰ هذه الحقيقة بوضوح أكثر.
وبعد هذا ، لم أفهم مراد الدليمي من : إخراج
الخلاف الّذي حصل بين الفريقين من الدين ; فهل يريد بذلك أنّ الخلاف الّذي حصل بين الفريقين ليس له مساس بأُصول الدين وفروعه ؟!
لكنّ الثابت أنّ النزاع الّذي كان بين
الفريقين نزاع بشأن الإمامة والزعامة ، وما كانت المطالبة بدم عثمان إلاّ
ذريعة تذرّع بها معاوية لكسب قلوب العامّة في الشام ضدّ أمير المؤمنين عليهالسلام[٢].
[١] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ٢٣٦.
[٢] روى محدّث الشام
الحافظ ابن عساكر في تاريخه ٣٩ / ٤٥٢ : عن عبد الله بن أبي سفيان ، أنّ
عليّاً قال : إنّ بني أُمية يقاتلوني يزعمون أنّي قتلت عثمان ، وكذبوا
إنّما يلتمس الملك ؛ فلو أعلم أنّ ما يذهِب ما في قلوبهم أن أحلف لهم عند
المقام والله والله ! ما قتلت عثمان ، ولا أمرت بقتله ، لفعلت ، ولكن إنّما
يريدون
الملك ..
وإنّي لأرجو أن أكون أنا
وعثمان ممّن قال الله عزّ وجلّ : (
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ). انتهىٰ.
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 208