وكان يقول : « ألا رجل يسأل فينتفع
وينفع جلساءه » [٢].
قال سعيد بن المسيّب : لم يكن أحد من
الصحابة يقول : سلوني ، إلاّ عليّ بن أبي طالب [٣].
فهل تراها تتّفق ـ عزيزي القارئ ـ تلك
الأقوال والأفعال ، الّتي مرّ ذكرها عن واقع الخلفاء الثلاثة ، والّتي تمخّضت عن خلافة الشورىٰ ، مع قوله عليهالسلام
: « إنّ أحقّ الناس بهذا الأمر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه » ،
الّذي جاء به الدليمي هنا ; ليستدلّ به علىٰ صحّة تلك الخلافة ؟!
نترك الإجابة للقارئ !!
ثمّ ذكر الكاتب قولا آخر من أقوال
الإمام عليهالسلام
في الموضوع ذاته ، وهو قوله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ :
« فنظرت في أمري ؛
فإذا طاعتي سبقت بيعتي ، وإذا الميثاق في عنقي لغيري.
ـ قال : ـ هذا تسليم منه رضياللهعنه
بوجوب طاعته لمَن صار خليفة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ ذلك ميثاق في عنقه يجب الوفاء
به »[٤].
أقول :
مَن قرأ كلام الإمام عليهالسلام في النهج
، السابق لكلامه هنا ، تبين له مراده
[١] تفسير القرطبي ١
/ ٣٥ ، الرياض النضرة ٣ / ١٦٧ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦.
[٢] أخرجه أبو عمر
في جامع بيان العلم ١ / ١١٤ ، وفي مختصره : ٥٧.
[٣] تاريخ دمشق ٤٢ /
٣٩٩ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٢ ، الرياض النضرة ٣ / ١٦٦.