نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 149
عليه
، وأعلمهم بأمر الله فيه ، فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبىٰ قوتل ، ولعمري
لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّىٰ يحضرها عامّة الناس فما إلىٰ ذلك
من سبيل ، ولكن أهلها يحكمون علىٰ من غاب عنها ، ثمّ لم يكن للشاهد أن يرجع
وللغائب أن يختار ). ج ٢ ص ٨٦.
ـ ثمّ قال : ـ فتأمّل كيف جعل الإمامة تنعقد بالشورىٰ
من أهلها وليس بالنصّ ؛ إذ لو كانت بالنصّ لَما صحّ أن يقول ما قال »[١].
أقول :
إنّ هذا النصّ ، الّذي جاء به الكاتب من
نهج البلاغة هنا ، يدحض تماماً دعواه بأنّ الامامة تنعقد بالشورىٰ ، وهو عليه لا له ; لأنّه لا يخفىٰ
أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام
قال : « إنّ أحقّ الناس بهذا الأمر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه » ،
أي : سواء اختاره الناس أم لا ؛ لأنّ الناس لو اختاروا غيره يكون هو ـ حسب
هذا النصّ ـ أحقّ ممّن اختاروه ، وهذا دليل واضح علىٰ بطلان الشورىٰ ..
ولا ريب ولا شكّ أنّ أقوى الناس
علىٰ أمر الخلافة وأعلمهم بأمر الله فيها هو أمير المؤمنين عليهالسلام
دون غيره ؛ فإنّ الخلفاء الثلاثة احتاجوا إليه وهو لم يحتج إلىٰ أحد ، كما دلّت عليه الحوادث الكثيرة.
وقوله عليهالسلام
: « ولكن أهلها يحكمون علىٰ من غاب عنها » دليل واضح علىٰ بطلان الاختيار ; فهو يبيّن أنّ للخلافة أهلاً هم الحاكمون بأمرها وليس
كلّ أحد ، وأهل الخلافة : الله جلّ وعلا ، ونبيّه الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا حكما
ونصّا علىٰ الخليفة (وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا