وهكذا دُسّت في تاريخنا الضخم سفاسف
ودسائس هي من لدات أفكار السماسرة ؛طمعاً بالشهرة والنهمة ، فلنكن علىٰ حذر
منها ، ولا نعتمد عليها إلاّ بعد الفحص والتنقيب عن الرواة ونزعاتهم
وميولهم ، ولا سيّما مثل ابن بكّار ، الطامع في زبارج المتوكّل الناصبي
والكذّاب الأشر.
أمّا كون الإمام عليهالسلام قد سمّى ثلاثة من
أبنائه باسم عمر وولدين باسم أبي بكر وعثمان ، فالثابت أنّ للإمام عليهالسلام
ولداً واحداً اسمه عمر وأُمّه الصهباء ويقال لها : أُمّ حبيب التغلبية ، كما نصّ علىٰ ذلك الشيخ المفيد في
إرشاده
، والمحبّ الطبري في ذخائره[٢].
أمّا أبو بكر : فهو كنية وليس اسماً ، تَكنّىٰ
بها أحد أولاد الإمام واسمه : محمّد الأصغر ، وأُمّه : ليلى بنت مسعود الدارمية.
أمّا عثمان : فهو أخ العبّاس بن عليّ عليهالسلام لأُمّه الفاضلة
المُكنّاة بـ : « أُمّ البنين » ـ رضي الله عنها ـ وقد كان العبّاس يحمل راية أخيه الحسين عليهالسلام
في واقعة الطفّ ، وقد أُستشهد عثمان مع إخوته الثلاثة أبناء أُمّ البنين من عليّ عليهالسلام
في تلك الواقعة العظيمة الّتي أعادت للإسلام مساره المحمّدي الأصيل الّذي
حاول بني أُميّة أن يحرفوه عنه ، كما هو المستفاد من قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « حُسين منّي وأنا من حُسين » [٣].
والحال أنّ بغض عليّ عليهالسلام قد جعله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم علامة النفاق ، كما
هو المعروف من الحديث الصحيح الّذي رواه مسلم ١ / ٦١ عن عليّ عليهالسلام : « إنّه لعهد النبيّ
الأُمّي إلَيّ لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق » انتهىٰ.