إنّ لقاء المرء وحواره مع من يخالفه في الرأي والمعتقد، من شأنه أن يساعده على تفتّح آفاق ذهنه عبر التعرّف على أفكار ورؤى الطرف المقابل، لأنّ هذا اللقاء يؤدّي إلى تلاقح فكري يوسّع آفاق رؤية الطرفين ويغنيهما بالكثير من المعلومات التي كانت غائبة عن أذهانهما فيما سبق.
ويمكن الحصول على هذه الثّمرة أيضاً حينما يلتقي شخص سنّي مُتَفهّم مع شخص شيعي واع، لأنّ هذا اللقاء لا شكّ سيؤدّي إلى نوع تقارب عقلي بينهما، ومن ثمّ تكون ثمرته تعرّف كلّ منهما على حقائق لم يكن ملتفت إليها فيما سبق.
وكان هذا الأمر لكثير من أهل السنّة حين التقائهم بشخصيّة شيعيّة واعية بمثابة الشعلة المقدّسة التي أضاءت أذهانهم وقلوبهم ودفعتهم إلى البحث عن الحقيقة.
ويذكر الكثير من أهل السنّة الذين استبصروا، أنّ هذه اللقاءات كان لها دوراً فعّالاً في إعادة نظرتهم لمعتقداتهم السابقة، وكان ذلك تمهيداً لترك مذهبهم السني واعتناقهم لمذهب أهل البيت (عليهم السلام).
وفي الكثير من هذه اللقاءات التي يجتمع فيها الطرفان السنّي والشيعي، تثير هذه الجلسات في نفسيّة الطرف السنّي محفّزاً يدفعه إلى النظر من جديد إلى مرتكزاته الفكريّة التي ورثها من البيئة التي عاش في كنفها.