responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 44
واختلفوا في كيفية الوضوء.

واختلفوا في عدد التكبيرات في صلاة الميت.

واختلفوا هنا وهناك، في أحكام الميراث، والقصاص، والحدود، والعقود، والزكاة، والصيام والأموال والأراضي وغيرها.

أليس عجيباً، هذه الصلاة التي مارسوها كل يوم، وخمسة مرات في اليوم، والوضوء الذي مارسوه كذلك، وإذا هم فيه وفيها مختلفون، فكيف في الباقي.

انّ ذلك ينبؤنا عن حقيقة ويؤكد لنا حقيقة.

ينبؤنا عن مستوى إتكال المسلمين على الرسول (ص) في قضايا الشريعة، وعدم الرغبة في استيعابها احتياطاً وتحفظاً للمستقبل.

ويؤكد لنا أن الرسول (ص) لم يجد قدرة على تلقين الأمة، والوسط العام بفاصيل وبنود وأحكام الشريعة; حيث لم تكن الأمة جادّة في معرفة ذلك. فيما كان قادراً على بناء الطليعة التي تستوعب الرسالة، وتقف بعده في الخط لتشرح للأمة تفاصيل رسالتها.

إذن كان على الرسول بناء الطليعة، وربط الأمة بها، والتهيئة لزعامتها بعده، وهذه مهام ثلاثة نحاول أن نقف عندها.

المهمة الأولى: بناء الطليعة:

الشي الذي يجب توفيره وتحقيقه في الطليعة هو: استيعاب الرسالة نظرياً وتجسيدها سلوكياً، وأن تبلغ في الوعي والاخلاص بمستوى يؤهلها لمحمل أعباء الرسالة، وتزعّم تجربتها بعد الرسول.

إنّ المهمة التي تقع على عاتق الطليعة هي أن تخطو بالرسالة الخطوة الثانية والثالثة والرابعة، وهكذا الخطوة الأولى كانت للرسول (ص)، وهي بناء المجتمع الإسلامي، ورسم الأسس الأولى له. وعلى الطليعة تقع مسؤولية تعميق الرسالة في

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست