responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 184
وكيف كان فقد نجحت قوى الانتهاز في صرف الحكم عن علي، وتغيير وجهة نظر الخليفة فيه.

فهم المرحلة:

وقد يكون من دواعي تغيير وجهة نظر الخليفة الثاني في الإمام، وتوليته بعده، طبيعة فهمه للأحداث من ناحية، وتصوراته عن الإمام من ناحية ثانية.

فقد لاحظ الخليفة عمر انّ الإسلام بحديّته لا يمكن أن يواصل نجاحه في الأمة مع تزايد التقلبات الاجتماعية والاقتصادية التي تطرأ على المجتمع يوماً بعد يوم.

فقد أوحت بوادر التحلل، والانغماس في مفاهيم الدنيا وقشورها، التي شوهدت في المجتمع الإسلامي بعد التوسعات الضخمة، أوحت إلى الخليفة عمر بن الخطاب انّ الإسلام أصبح بمستوى يعجز عن ضبط الأمة، وتربيتها بالطريقة المطلوبة، كان يقول:

" انني سننت الإسلام سنّ البعير، يبدأ فيكون جذعاً ثم ثنياً ثم رباعياً، ثم سداسياً ثم بازلا، الا فهل ينتظر بالبازل الاّ النقصان، الا فإنّ الإسلام قد بزل ".

وكان يشهد بداية ظهور الطبقات المترفة الغنية، والتي تنفصل تدريجياً عن قيم ومفاهيم الإسلام، حتّى كان يقول آخر أيامه وهو ينظر إلى ثروة بيت المال:

" أجل والله ولكن لم يعط قومٌ هذا الاّ ألقي بينهم العداوة والبغضاء ".

وتعمق هذا المفهوم في نفس الخليفة.

الأُمة مبتعدة عن الإسلام لا محالة.

والإسلام في ضمور وانسحاب تدريجي.

وانّه يمثّل الحلقة الأخيرة من حلقات الحكم الإسلامي.

وأصبح الخليفة الثاني شاعراً بضرورة التنازل لضغط الواقع.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست