responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 172
الجمع التي تصدّت لها هي، ولو لم يكن علياً أعلم الناس بالقرآن، أو من أعلمهم ـ لا أقل ـ لأمكن تفسير هذا الموقف بسهولة.

أمّا وهو يعلم كل آية متى نزلت، وأين نزلت، وفيم نزلت، فإن عدم اعتماده في العمليّة لا يمكن تفسيره الاّ ببعض الأبعاد السياسيّة.

وزيادة على ذلك فإنّ أبابكر أسقط سهم ذوي القربى من الخمس، وهو ثابت لهم بنصّ القرآن، كما منع فاطمة الزهراء فدكاً، وقد كان غلتها من أبيها.

وليس لهذين الموقفين أي تفسير سوى البُعد السياسي.

فليس من صالح الحكم من وجهة نظر سياسية أن توضع ثروات طائلة بيد علي، وتحت سلطانه، مادام علي (ع) يقود أكبر حركة مضادّة.

إنّ سهم ذوي القربى سيكون من نصيب علي، كما انّ فدكاً ستصبح بيد علي (ع).

ولو كان لهذين الموقفين تحليلا دينياً، لما وجدنا الخليفة الثاني، يرجع فدكاً للزهراء، ولعلي سهم ذوي القربى لأهله، وهو الذي كان يقول: " انّي لأستحي الله أن أخالف أبابكر ".

غير انّ استقرار الحكم للخليفة الثاني، واستتباب الأمن له، زائداً على العلاقة الايجابية بينه وبين علي بالذات، دعته لإرجاع تلك الحقوق دون قلق.

المنهاج الجديد:

وفي ظل هذا الواقع، وبعد أن أصبح متعذراً استرداد الحكم، كان لابد من ايديولوجية جديدة في العمل من أجل أن لا تضيع كل الأهداف، ومن أجل أن تضمن الحياة للرسالة المهدّدة. ومن ذاك كانت الخطة الجديدة تقتضي قدراً أكبر من الانفتاح، والتعامل مع قوى الحكم بروحيّة أكثر مرونة، لا على حساب الأهداف، وانّما في صالح الأهداف، وحيث تسوّغ الأهداف.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست