responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 140

علي (ع) في عهد الخلفاء الثلاثة


قبل أن نتناول بالبحث موقف الإمام علي (ع) من الخلفاء الثلاثة، نودّ أن نستوضح موقفه بعد رسول الله (ص) مباشرة، وما هي الأمور التي حجزت بينه وبين تسلّم الحكم.

فالثابت تاريخياً انّ الامام لم يشترك في مؤتمر السقيفة الذي حضره الأنصار وحضره من المهاجرين أبوبكر وعمر وأبو عبيدة، وهو في ذات الوقت لم يجب دعوة العباس حين قال له: " امدد يدك أبايعك فلا يختلف عليك اثنان "، وقد علل رفضه لهذا الطلب بالقول: " أترى هذا الأمر يكون لغيرنا؟! ".

انّ هذا الموقف السلبي من الامام سواء في عدم اشتراكه مع المؤتمرين في السقيفة، أو في رفضه لطلب العباس، قد يفسّر بشيء من عدم الحيطة السياسية، ويساعد على القول انّ الترسّل واللامبالاة التي تمثَّل بها الإمام (ع) في موقفيه هي التي صرفت عنه الحكم، وفي المقابل كانت روح المبادرة، والحيطة السياسية في الجانب الآخر هي التي أحرزت لهم الحكم.

ولقد بدا موقف علي (ع) بعد الرسول (ص) كما لو كان فيه كثير من حسن الظن، كما فيه كثير من البرود والتباطؤ، والمعروف انّ العمل السياسي الناجح يفرض التحسب لأدنى الاحتمالات، كما يفرض الاقدام السريع واغتنام الفرص.

لقد كان يتسع لعلي ـ وما زلت أُقرر هذا القول ـ أن يصنع شيئاً كثيراً في هذا المجال.

كان يستطيع أن يشترك في السقيفة وربّما يكسب إليه كل الأصوات أو معظمها، وكان يستطيع أن يشترك في مؤتمر غير ذاك المؤتمر، يأخذ فيه البيعة من عمّ الرسول (ص) وسائر الهاشميين وجميع أنصاره والمخلصين له من المهاجرين والأنصار، وحينذاك يقطع الطريق أمام كلّ المحاولات الأخرى، ولا يختلف فيه اثنان كما أشار إليه العباس.

لكن علياً بدأ وكأن الأمر لا يُعنيه، فقد آثر أن يشتغل بتجهيز رسول الله (ص)

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست