responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 14
ويطهركم تطهيراً ".

ولو تجاوزنا هذه النصوص، والشهادات، وانتقلنا إلى تراجم الائمة من أهل البيت فماذا نجد؟

كانوا اكثر الناس اخلاصاً للرسالة، وفهماً لها واستعداداً للتضحية من أجلها، ومن هنا كانوا ائمة وقادة، وحدهم لا سواهم.

لأن قيادة الرسالة تحتاج إلى قمة في الوعي، والاخلاص، والطهارة.

وهذه القمميّة لا يبلغها من عاش الانحراف، وتأثّر بمفاهيمه وأطره وقيمه، ولا يبلغهامن أخذ الرسالة من أفواه الناس وآراء الناس ومن غير مصدرها الحقيقي.

ونحن نعلم ان الأمةَ بعد الرسول (ص) شهدت الواناً من الانحراف، في فهم القيم الدينية واستيعابها أو في فهم التشريع الإسلامي عموماً ومثل هذا الوضع لا يمكنه ان ينتج احسن منه، ويخلق رجالا اكثر استيعاباً وفهماً واخلاصاً للرسالة، وهم لم يفهموا الرسالة الاّ عن طريق الانحراف ومن هنا اتجهت العناية النبوية لخلق القيادات الكفوءة والنّقية والمملوءة علماً واخلاصاً وتضحية في داخل البيت النبوي، في بيت الامام علي (ع) حيث مصدر العلم الحقيقي والشامل.

وحيث التجسيد والاستيعاب التام لقيم الرسالة.

وحيث البعد عن الانحراف وانعكاسات الانحراف.

وهكذا تسلسلت الامامة إلى الحسن والحسين (عليهما السلام). ثم إلى بقية الأئمة الاثني عشر إعتماداً على خاصية الاستيعاب للرسالة، لا على اساس التوارث، ومن يعرف الائمة من أهل البيت يعرف حقيقة ما نقول.

فهناك الغزارة في العلم أقصى ما تكون الغزارة، حتّى ليجلس العلماء عندهم صغاراً. وفي ذات الوقت لا تجد أن أحداً من هؤلاء الائمة أخذ العلم عن أحد سوى البيت النبوي.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست