responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بنور القرآن إهتديت نویسنده : يحيى طالب مشاري الشريف    جلد : 1  صفحه : 53
قال تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ}[1]؟.

وهذا السؤال طرح؛ كي يلفتنا القرآن الكريم إلى أهمية الموقف وخطورته، ويلفتنا أيضاً إلى التوجه والتركيز على الجواب، وقبل الإجابة يشبّه الله عزّ وجلّ الكفار تشبيهاً عجيباً، فشبههم بالحُمر المستنفرة، وذكر أهل التفاسير أن {حُمُرٌ} جمع حمار، والمراد بها هنا الحمر الوحشية، والملاحظ أنّ الحمر الوحشية مستنفرة دائماً، ومع ذلك يقول الله عزّ وجلّ لكي يبيّن شدّة استنفارها {حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ}.

ثم مِنْ ماذا مستنفرة؟ هل من إنسان؟ لا بل من أسد، وهذا الأسد أسد مفترس أيضاً، كما ذكر المفسّرون، والملاحظ أيضاً في هذا التشبيه الدقيق هو أنك ترى الحيوانات الأخرى غير الحمر مثل القط والكلب، وغيرهما غالباً إذا هربت من شيء يخيفها، تراها تهرب، ولكنها في حالة الهرب تكون ملتفتة إلى طريقها فلا تضلّ الطريق، ولا تسقط في الحفر ولا تقع على الأشواك، ولكن الحمر المستنفرة حينما تهرب غالباً تفقد توازنها، فتراها تقوم وتسقط، وتقتحم ما أمامها حتى لو كان فيه هلاكها.

هكذا شبّه القرآن الكريم المعاندين ومن جملتهم زعماء قريش بالحمر المستنفرة التي فرت من قسورة، لكي يبين سوء حالهم، وأنهم


[1]المدّثر: 49.

نام کتاب : بنور القرآن إهتديت نویسنده : يحيى طالب مشاري الشريف    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست