يستطيع تقديم العلاج الكامل، والشافي للمريض، ويستطيع أن يزيل المرض، وكل عوارضه عن المريض.
وهذه المسألة متسالمٌ عليها بين العقلاء؛ إذ لا يمكن معالجة أيّ ظاهرة سلبية قبل تحديد هويتها، و معرفة جذورها، وعللها وأسبابها، ومصدر نشوئها.
كذلك القاضي الحاذق حينما تقدم له قضية معيّنة، فهو يحاول أن يكتشف من خلال ما يسمعه من الدعاوى، السرّ الكامن وراء ذلك الاختلاف، وما هو المحور الحقيقي الذي يدور حوله النزاع، وتقوم عليه رحى الاختلاف، حتى يتسنّى له معرفة الحق وإنصاف المظلوم.
وهذا الكتاب يكشف للقارئ السرّ الكامن وراء الاختلاف بين الفرق، وباكتشاف السرّ الكامن وراء الاختلاف، والتفرق يمكن للباحث معرفة الحقيقة بسرعة، ويمكن أيضاً للامة معالجة هذه المشكلة الخطيرة، وهي ظاهرة الاختلاف، والتفرّق والتمزّق، التي أنهكت المسلمين وطعنتهم من الداخل، وجعلتهم من أضعف الأمم في مواجهة أعدائهم، وأدّت إلى انحراف الملايين من شباب الإسلام، وعدم إقبال الملايين على الإسلام، هذه الظاهرة الخطيرة، التي لو كُتب عن سلبياتها وأضرارها المجلدات، لَمَا تيسّر حصرها، وقد حذّّر القرآن الكريم منها، ونهى عنها، فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ الله جَمِيعًا