responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 8
وهو يظهر بما لا مجال معه لأي شك أو شبهة أن هذه القضية إنما هي من جملة ابتلاءات الأنبياء، التي أراد الله من خلالها أن يظهر مكنونات ضمائرهم، وحقيقة وشرف معادنهم وعناصرهم، ومدى صفاء جوهرهم، ليقيم بذلك الحجة على الناس، ولتتمثل لهم الأسوة والقدوة، بأجلى وأتم حالاتها، وليبين لهم حقيقة مقاماتهم، وأن الله قد اصطفاهم واجتباهم استحقاقاً منهم لذلك، وتفضلاً منه عليهم.

كما {.. ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [1]. واستحق النبي إبراهيم عليه السلام أن يعرف من اسم الله الأعظم ثمانية أحرف [2]..

وامتحن الله النبي آدم (عليه السلام)، فنجح وأفلح، واصطفاه الله، واجتباه، واستحق أن يعرف من إسم الله الأعظم خمسة وعشرين حرفاً.. كما ورد في الروايات لأنه رضي أن يتخلى عن كل شيء من الملذات والنعم، والسعادات، ويتحمل كل أنواع المتاعب، والمصائب، والبلايا الدنيوية، في سبيل أن يكون في مقامات القرب والزلفى، في المحل الأعلى، مع محمد وأهل بيته الطاهرين..


[1]الآية 124 من سورة البقرة.

[2]ولعل لهذه الأحرف آثاراً في مجالات التصرف المختلفة التي يراد، أو يفترض في كل نبي أن يتصدى لها، وليس بالضرورة أن يكون لهذه الأحرف علاقة بسعة علم النبي المعطاء له، كما أنها لا علاقة لها بأفضليته، إذ لا شك في أفضلية النبي إبراهيم عليه السلام على سائر الأنبياء، ما عدا نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله، فضلاً عن أن يمكن أن يكون لبعض الأحرف إحاطة وسعة بحيث تشمل غيرها من الأحرف على غرار الأسماء الإلهية، فإنها رغم بلوغها تسع وتسعين اسماً، فإن العلماء ردوها إلى سبعة، واعتبروا هذه السبعة هي أجل الأسماء، والباقي مندك تحتها، والله أعلم.

نام کتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست