responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 6
ووجودها على الاَرض: (وألَّوِ استَقَامُوا على الطَّريقةِ لاَسقيناهُم مَّآءً غَدَقاً).

(ولو أنَّ أهلَ القُرى آمنُوا واتّقوا لفَتَحنا عَليهِم بَرَكاتٍ مِّنَ السَّمآءِ والاَرضِ ولكن كذَّبُوا فأخذناهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَ).

وتحدث عنه قيماً إنسانية عالية كفيلة بصنع المجتمع الاَمثل: (تِلكَ الدَّارُ الآخِرةُ نَجعَلُها لِلَّذينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً في الاَرضِ ولا فَسَاداً والعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ).

هذه هي صورة الاِيمان وحقيقته، وهذه هي أبعاده، فليس هو اُنساً صوفياً يحبس المرء في صومعته، ولا هو مجرّد دعوى تلجُّ بها الاَلسن أيضاً، بل هو الآفاق الشاسعة التي تتعلق بالفكر والسلوك والنظم والعلائق الاِنسانية بأسرها، وهي آفاق واسعة جداً يضيق المدلول اللغوي لكلمة (الاِيمان) عن ضبطها وحصرها، فضلاً عن احتوائها. ولهذا كان الاِيمان سراً في نهضة أُمم وازدهارها، وكان الكفر سرّاً في انهيارها وضياعها.

إذن، حينما ندرس الاِيمان والكفر، فلسنا ننهمك في مداعبة الروح وتخديرها بالآمال، ولا تخويفها بالاَهوال، كما قد يتخيل البعض بنظرة تبسيطية سطحية، وإنّما ندرس في الواقع معادلات الحياة البشرية كلّها، والتي يشكل الفرد والمجتمع أبرز محاورها.

وإذ يولي مركزنا هذا الموضوع اهتمامه من خلال هذا الاصدار فهو لا يدعي أنه قد وفى لهذا الموضوع حقّه واستوعب جوانبه وإن ألقى المزيد من النور على حقائقه الكبرى، لا لاَجل توسيع آفاق المعرفة بهذا الموضوع، أو تثقيف العقول برصيده الفكري الضخم فحسب، وإنّما لاَجل أن تستحيل تلك المعرفة إلى طاقة محركة وقوة دافعة تصبغ الواقع الاِنساني في اطار الضمير والشعور بصبغة محاور الاِيمان النقية الخيرة، وتتمثل في حياة الفرد والمجتمع نظاماً وخلقاً.

والله تعالى هو المستعان، وهو الهادي إلى سواء السبيل

مركز الرسالة

نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست