responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 59

المبحث الثالث: منازل الكُفر

للكفر منازل ودرجات، فمن الكفار من يسد منافذ العقل والبصيرة التي منحها الله تعالى له، ويتمسك بقوة بمتبنياته العقيدية الباطلة كما هو حال الاِنسان الجاهلي الذي تمسك بالاصنام التي صنعها بيده من الحجر أو التمر ! كما تمسك بظنونه بقوى الجن والسحر، وشبَّ على شهواته لاهياً عما يصير إليه، قال تعالى: (.. والَّذينَ كَفرُوا يَتَمتَّعُونَ ويأكُلُونَ كَما تأكُلُ الاَنعامُ والنَّارُ مثوىً لهُم) [1]. ومن الكفار من يؤمن بالله تعالى ولكن يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، ويلبسون الحق بالباطل ويبادرون الكفر بما جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وآله وسلم كحال بني إسرائيل الذين بلغت قلوبهم درجة التحجر، لذلك خاطبهم تعالى مستنكراً: (.. أفَكُلّما جَآءَكُم رسُولٌ بِمَا لاتَهوى أنفُسُكُم استَكبرَتُم فَفَريقاً كذَّبتُم وفَرِيقاً تَقتُلُونَ * وقَالُوا قُلُوبُنا غُلفُ بل لَعَنَهُمُ اللهُ بكُفرِهِم فقلِيلاً ما يُؤمِنُونَ) [2].

وهناك فريق من المسلمين قد يتسافل فيصل إلى أقرب المنازل من الكفر وإن لم يسمَّ كافراً، وذلك في الحالات التالية:

أولاً: التعصب للبدع

وذلك عندما يبتدع شيئاً مخالفاً لقواعد الشرع ومتبنياته، فيتعصب لما إبتدعه ويعتبره من المسلمات التي لا تقبل نقاشاً ولا جدلاً، ومن الشواهد الدالة على هذا النمط، ما ورد عن الحلبي قال: قلتُ لاَبي عبدالله عليه السلام ما أدنى ما يكون به العبد كافراً ؟ قال: «أن يبتدع به


[1]سورة محمد 47: 12.

[2]سورة البقرة 2: 87 ـ 88.

نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست