لقد اتفق علماء اللغة على أنّ (إنّما) تفيد الحصر، بل هي من أقوى أدوات الحصر.
وعليه فإنّ ولاية المسلمين انحصرت في الثلاثة المتسلسلين في الآية حسب الأولويّة، وهم: اللّه جلّ وعلا، ثمّ رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
أمّا بالنسبة لولاية (اللّه) فهو خالقنا وبارئنا ومصوّرنا في الأرحام، وهو مدبّر أُمورنا، ومرشدنا، فكيف لا يكون أولى بأنفسنا منّا؟!
وأمّا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو هادينا وقائدنا، وهو أيضاً أولى منّا بأنفسنا، وذلك لقوله عزّ من قائل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}[2].
ولكن يبقى الكلام حول الأولياء الذين جاء ترتيبهم بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واقترنت ولايتهم بولاية اللّه ورسوله، وعرّفتهم الآية ـ آية الولاية ـ بإيتائهم الزكاة وهم في حالة الركوع، حيث قال سبحانه: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.