نام کتاب : الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين(ع) نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 193
مسألة أخرى
فإن قالوا : إن الأمة مجمعة على أن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
خص أبا بكر وعمر يوم بدر بالكون معه في العريش ، وصانهما عن البذل في الحرب ،
وأشفق على حياتهما عن ضرب السيوف ، وفزع إليهما في الرأي والتدبير ، وهذا أمر أبين
فضلا وأجل منقبة ، فقولوا في ذلك ما عندكم في معناه.
جواب :
قيل
لهم : ما أراكم تعتمدون في الفضائل إلا على
الرذائل ، ولا تصلون المناقب إلا بذكر المثالب ، وذلك دليل خذلانكم وخزيكم في
الدين وضلالكم.
أما كون أبي بكر وعمر مع رسول صلىاللهعليهوآله في العريش ببدر
فلسنا ننكره ، لكنه لغير ما ظننتموه ، والأمر فيه أوضح من أن يلتبس بما توهمتموه ،
وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما علم من جبنهما عن الحروب ، وخوفهما من البراز للحتوف ، وجزعهما من لقاء
الأبطال ، وضعف بصيرتهما ، وعدم ثباتهما في القتال بما أوجب في الحكمة والدين
والتدبير ،
نام کتاب : الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين(ع) نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 193