وحسن اُولئك رفيقاً}[1] فهذا وجه من وجوه فضل اتّباع الأئمة، فكيف بهم وبفضلهم، واعلموا انّ أحداً من خلق الله لم يصب رضى الله إلاّ بطاعته، وطاعة رسوله، وطاعة ولاة الأمر من آل محمد صلوات الله عليهم، ومعصيتهم من معصية الله، ولم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر[2].
وعن أبي جعفر بن بابويه رضي الله عنه يرفعه إلى ابراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السلام: نحن حجج الله في أرضه، وخلفاؤه على عباده، واُمناؤه[3]على سرّه، ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى[4]، ونحن شهداء الله وأعلامه في بريّته، بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا، وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة، ولا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خاف، ولو خلت يوماً بغير حجّة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله[5].
[4] قال العلاّمة المجلسي رحمه الله ذيل الحديث: قوله عليه السلام: "نحن كلمة التقوى" اشارة الى قوله تعالى: (وألزمهم كلمة التقوى) وفسّرها المفسّرون بكلمة الشهادة وبالعقائد الحقة إذ بها يتّقى من النار، أو هي كلمة أهل التقوى واطلاقها عليهم امّا باعتبار انّهم عليهم السلام كلمات الله يعبرون عن مراد الله كما انّ الكلمات تعبّر عمّا في الضمير، أو باعتبار انّ ولايتهم والقول بامامتهم سبب للاتقاء من النار، ففيه تقدير مضاف أي ذو كلمة التقوى. "والعروة الوثقى" اشارة الى انّهم هم المقصودون بها في قوله تعالى: (فقد استمسك بالعروة الوثقى)ويحتمل هنا أيضاً حذف المضاف، والعروة: كلّ ما يتعلّق أو يتمسّك به.