responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 2  صفحه : 146
فأضمّه في منامه إلى صدري، وآمره بالرحلة عن دار هجرتي، واُبشّره بالشهادة.

فيرتحل عنها إلى أرض مقتله، وموضع مصرعه، أرض كرب وبلاء، تنصره عصابة من المسلمين، اُولئك سادة شهداء اُمّتي يوم القيامة، ثمّ بكى رسول الله صلّى الله عليه وآله وبكى من حوله، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، ثمّ قام عليه السلام وهو يقول: اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي، ودخل منزله[1].

[في خبر الحارث الهمداني]

وروى الشيخ المفيد عن الأصبغ بن نباتة قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل ـ يعني الحارث ـ يتأوّد في مشيته ويخطّ الأرض بمحجنه[2] وكان مريضاً، فأقبل على أمير المؤمنين عليه السلام وكان له منه منزلة، فقال: كيف تجدك يا حارث؟

فقال: نال الدهر منّي يا أمير المؤمنين، وزادني أواراً[3] وغليلا اختصام شيعتك ببابك، فقال: وفيم خصومتهم؟ قال: في شأنك والبليّة من قبلك، فمن مفرط غال ومقتصد قال، ومن متردّد مرتاب لا يدري يقدم أم يحجم.

قال: فحسبك يا أخا همدان، ألا انّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق القالي، قال: لو كشفت فداك أبي واُمّي الريب عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا، قال: أفانّك[4] أمر ملبوس عليك؟ انّ دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحق، فاعرف الحقّ تعرف أهله.


[1] أمالي الصدوق: 99 ح2 مجلس 24.

[2] المحجن كالصولجان.

[3] الأوارُ ـ بالضم ـ: شدّة حرّ الشمس، ولفح النار، ووهجها، والعطش. (لسان العرب)

[4] في "ج": فإنّه.

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 2  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست