فينهشك نهشاً يبالغ في اضعافك ويفرّ فرسك، فيبتدر بك الخيل فيقولون: هذا فرس عمرو ويقصون أثره، فإذا أحسست بهم دون الغار فابرز إليهم بين الدجلة والجادة، فقف لهم في تلك البقعة فإنّ الله تعالى جعلها حفرتك وحرمك، فألقهم بسيفك فاقتل منهم من استطعت حتّى يأتيك أمر الله، فإذا غلبوك جزّوا رأسك وشهروه على قناة إلى معاوية، ورأسك أوّل رأس يُشهر في الإسلام من بلد إلى بلد.
وبكى أمير المؤمنين عليه السلام وقال: بنفسي ريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله وثمرة فؤاده وقرّة عينه ولدي الحسين، فإنّي رأيته يسير وذراريه[1] بعدك يا عمرو من كربلاء بغربيّ[2] الفرات إلى يزيد بن معاوية.
ثمّ ينزل صاحبك المحجوب والمقعد فيواريان جسدك في موضع مصرعك، وهو من الدير والموصل على مائة وخمسين خطوة، فكان كما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام، وكان هذا من دلائله عليه السلام[3].
[في خبر رميلة، وانّهم عليهم السلام يمرضون لمرض شيعتهم ويحزنون لحزنهم]
وروي مرفوعاً إلى حمران بن أعين، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن رميلة ـ وكان رجلا من خواص أمير المؤمنين عليه السلام ـ قال رميلة: وعكت وعكاً شديداً في زمان أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ وجدت منه خفّاً في نفسي في يوم الجمعة، فقلت: لا أعمل شيئاً أفضل من أن أفيض عليّ الماء وآتي المسجد واُصلّي خلف أمير المؤمنين عليه السلام.