عليك أحدهما في الكلام، فتجعل رأسه رأس الكلب، فيستجير بك فتردّه بشراً سويّاً، ونقول لك[1]: ما بال هذه القدرة لا تبلغ معاوية فتكفينا شرّه، فتقول لنا: وفالق الحبّة وبارئ النسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة صدر معاوية وأقلبه على اُمّ رأسه لفعلت، فما بالك لا تفعل ما تريد، إلاّ أن تضعف نفساً[2]فتشكّ فيك فتدخل النار.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لأفعلنّ ذلك ولأعجلنّه على ابن هند، فمدّ رجله على منبره فخرجت عن أبواب المسجد وردّها إلى فخذه، وقال: معاشر الناس أقيموا تاريخ الوقت واعلموه، فقد ضربت برجلي هذه الساعة صدر معاوية فقلبته عن سريره على اُمّ رأسه، فظنّ انّه قد اُحيط به، فصاح: يا أمير المؤمنين فأين النظرة، فرددت رجلي عنه.
وتوقّع الناس ورود الخبر من الشام وعلموا انّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يقول إلاّ حقّاً، فوردت الأخبار والكتب بتاريخ تلك الساعة بعينها [من ذلك اليوم][3] انّ رِجْلا جاءت من ناحية الكوفة ممدودة متّصلة، فدخلت من ديوان معاوية والناس ينظرون حتّى ضربت صدره، فقلبته عن سريره على اُمّ رأسه، فصاح: يا أمير المؤمنين فأين النظرة؟ وردّت تلك الرجل عنه، وعلم الناس ما قال أمير المؤمنين عليه السلام حقّاً، فكان هذا من دلائله عليه السلام[4].