ضيق وسّعه عليكم فرضيتم به واُثبتم[1]، وان كنتم في غنى نغّصه[2] اليكم فجدتم به فاجرتم، فإنّ أحدكم إذا مات فقد قامت قيامته، يرى ما له من خير أو شرّ.
انّ الليالي قاطعات الآمال، والأيّام مدنيات الآجال، وانّ المرء عند خروج نفسه [وحلول رمسه][3] يرى جزاء ما أسلف، وقلّة غنى ما خلّف، ولعلّه من باطل جمعه، أو من حق منعه[4].
وقال سعد لسلمان في مرضه: كيف تجد نفسك؟ فبكى، فقال: ما يبكيك؟فقال: والله ما أبكي حزناً على الدنيا، ولكن بكائي لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب، فأخاف أن أكون قد تجاوزت ذلك، وليس حوله في بيته غير مطهرة واجّانة[5] وقصعة[6].
وقال ثوبان: يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا؟ فقال: ما سدّ جوعتك، ووارى عورتك، وان كان لك بيت يظلّك فبخ بخ، وأنت مسؤول عمّا بعد ذلك[7].
وقال صلى الله عليه وآله: تفرّغوا من هموم الدنيا [ما استطعتم][8]، فانّه من كانت الدنيا همّته قسى قلبه، وكان فقره بين عينيه، ولم يعط من الدنيا غير نصيبه المكتوب له، ومن كانت الآخرة همّته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة[9].
وقال موسى بن جعفر عليهما السلام: أهينوا الدنيا، فإنّ أهنى ما يكون لكم