responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 380
كما يحذّر الراعي غنمه من مراتع الهلكة، وإذا كان هكذا يفرّ من الناس فراراً، وينتقل من دار الفناء إلى دار البقاء، ومن دار الشيطان إلى دار الرحمن.

يا أحمد ولاُزيّننّه بالهيبة والعظمة، فهذا هو العيش الهنيّ، والحياة الباقية، وهذا مقام الراضين، فمن عمل برضائي ألزمه ثلاث خصال: اعرفه شكراً لا يخالطه الجهل، وذكراً لا يخالطه النسيان، ومحبّة لا يؤثر على محبّتي محبّة المخلوقين، فإذا أحبّني أحببته وحبّبته.

وأفتح عين قلبه إلى جلالي، فلا اُخفي عليه خاصة خلقي، فاُناجيه في ظلم الليل ونور النهار حتّى ينقطع حديثه مع المخلوقين ومجالسته معهم، واُسمعه كلامي وكلام ملائكتي، واُعرّفه السرّ الذي سترته عن خلقي، واُلبسه الحياء حتّى يستحي منه الخلق كلّهم، ويمشي على الأرض مغفوراً له.

وأجعل قلبه واعياً وبصيراً، ولا اُخفي عليه شيئاً من جنّة ولا نار، واُعرّفه ما يمرّ على الناس يوم القيامة من الهول والشدّة، وما اُحاسب به الأغنياء والفقراء والجهّال والعلماء، واُنوّر له في قبره، وأنزل عليه منكراً ونكيراً حين[1] لا يسألاه، ولا يرى غمّ الموت وظلمة القبر واللحد وهول المطلع، ثمّ أنصب إليه ميزانه، وأنشر له ديوانه، ثمّ أضع كتابه في يمينه فيقرأه منشوراً، ثمّ لا أجعل بيني وبينه ترجماناً، فهذه صفات المحبّين.

يا أحمد اجعل همّك همّاً واحداً، واجعل لسانك لساناً واحداً، واجعل بدنك حيّاً لا يغفل أبداً، من غفل عنّي لا اُبالي بأيّ واد هلك.

يا أحمد استعمل عقلك قبل أن يذهب، فمن استعمل عقله لايخطئ ولا يطغى.

[يا أحمد أنت لا تغفل أبداً، من غفل عنّي لا اُبالي بأيّ واد هلك][2].


[1] في "ب": حتّى.

[2] أثبتناه من "ج".

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست