responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 379
بعيني سرّك وعلانيتك، سل اُعطك، وتمنّ عليّ فاكرمك، هذه جنّتي فتبحبح[1] فيها، وهذا جواري فاسكنه، فتقول الروح: الهي عرّفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك، وعزّتك وجلالك لو كان رضاك في أن اُقطّع ارباً ارباً واُقتل سبعين قتلة بأشدّ ما يُقتل بها الناس، لكان رضاك أحبّ إليّ.

الهي كيف أعجب بنفسي وأنا ذليل إن لم تكرمني، وأنا مغلوب إن لم تنصرني، وأنا ضعيف إن لم تقوّني، وأنا ميت إن لم تحيني بذكرك، ولولا سترك لافتضحت أوّل مرّة عصيتك، الهي كيف لا أطلب رضاك وقد أكملت عقلي حتّى عرفتك، وعرفت الحق من الباطل، والأمر من النهي، والعلم من الجهل، والنور من الظلمة؟! فقال الله عزوجل: وعزّتي وجلالي لا حجبت بيني وبينك في وقت من الأوقات، كذلك أفعل بأحبّائي.

يا أحمد هل تدري أيّ عيش أهنى، وأيّ حياة أبقى؟ قال: اللّهم لا، قال: أمّا العيش الهنيّ فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري، ولا ينسى نعمتي، ولا يجهل حقّي، يطلب رضاي ليله ونهاره، وأمّا الحياة الباقية فهي التي يعمل لنفسه حتّى تهون عليه الدنيا، وتصغر في عينه، وتعظم الآخرة عنده، ويؤثر هواي على هواه، ويبغي مرضاتي، ويعظّمني حقّ عظمتي، ويذكر عملي به، ويراقبني بالليل والنهار عند كلّ سيّئة ومعصية.

وينقي قلبه عن كلّ ما أكره، ويبغض الشيطان ووساوسه، ولا يجعل لابليس على قلبه سلطاناً وسبيلا، فإذا فعل ذلك أسكنت قلبه حبّاً حتّى أجعل قلبه لي، وفراغه واشتغاله وهمّه وحديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبّتي من خلقي، وأفتح عين قلبه وسمعه حتّى يسمع بقلبه وينظر بقلبه إلى جلالي وعظمتي.

واُضيّق عليه الدنيا، واُبغّض إليه ما فيها من اللذات، واُحذّره الدنيا وما فيها


[1] التبحبُح: التمكن في الحلول والمقام، وقد بَحْبَحَ وتَبَحْبَحَ إذا تمكّن وتوسّط المنزل والمقام. (لسان العرب)

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست