responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 374
ذكرك؟ فقال: بالخلوة عن الناس، وبغضك الحلو والحامض، وفراغ بطنك وبيتك من الدنيا.

يا أحمد احذر أن تكون مثل الصبي إذا نظر إلى الأخضر والأصفر، وإذا اُعطي شيئاً من الحلو والحامض اغترّ به، فقال: يا ربّ دلّني على عمل أتقرّب به إليك، قال: اجعل ليلك نهاراً، واجعل نهارك ليلا، قال: يا ربّ كيف ذلك؟ قال: اجعل نومك صلاة، وطعامك الجوع.

يا أحمد وعزّتي وجلالي ما من عبد ضمن لي بأربع خصال إلاّ أدخلته الجنّة: يطوي لسانه فلا يفتحه إلاّ فيما يعنيه، ويحفظ قلبه من الوسواس، ويحفظ علمي ونظري إليه، ويكون قرّة عينه الجوع.

يا أحمد لو ذقت حلاوة الجوع والصمت والخلوة وما ورثوا منها، قال: يا ربّ ما ميراث الجوع؟ قال: الحكمة، وحفظ القلب، والتقرّب إليّ، والحزن الدائم، وخفّة المؤنة بين الناس، وقول الحق، ولا يبالي عاش بيسر أم بعسر، يا أحمد هل تدري بأيّ وقت يتقرّب العبد إليّ؟ قال: لا يا ربّ، قال: إذا كان جائعاً أو ساجداً.

يا أحمد عجبت من ثلاثة عبيد: عبد دخل في الصلاة وهو يعلم إلى من يرفع يديه وقدّام من هو وهو ينعس، وعجبت من عبد له قوت يوم من الحشيش أو غيره وهو يهتمّ لغد، وعجبت من عبد لا يدري أنا راض عنه أم ساخط عليه وهو يضحك.

يا أحمد إنّ في الجنّة قصراً من لؤلؤة فوق لؤلؤة، ودرّة فوق درّة، ليس فيها فصم[1] ولا وصل، فيها الخواص، أنظر إليهم كلّ يوم سبعين مرّة فاُكلّمهم كلّما نظرت إليهم، وأزيد في ملكهم سبعين ضعفاً، وإذا تلذّذ أهل الجنة بالطعام والشراب


[1] في "ج": قصم، والقصم ـ بالقاف ـ: هو أن ينكسر الشيء فيبين، يقال منه: قصمت الشيء إذا كسرته حتّى يبين. والفصم ـ بالفاء ـ: فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين. (لسان العرب)

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست