الباب الخامس والخمسون فيما سأل رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة المعراج وهي خاتمة الكتاب
روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، انّ النبي صلى الله عليه وآله سأل ربّه سبحانه ليلة المعراج فقال: يا ربّ أيّ الأعمال أفضل؟ فقال الله عزوجل: ليس شيء أفضل عندي من التوكّل عليّ، والرضا بما قسّمت، يا محمّد وجبت محبّتي للمتحابّين فيّ، ووجبت محبّتي للمتقاطعين[1] فيّ، ووجبت محبّتي للمتواصلين فيّ، ووجبت محبّتي للمتوكّلين عليّ.
وليس لمحبّتي علم ولا غاية ولا نهاية، كلّما رفعت لهم علماً وضعت لهم علماً، اُولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم، ولم يرفعوا الحوائج إلى الخلق، بطونهم خفيفة من أكل الحلال، نعيمهم في الدنيا ذكري ومحبّتي ورضائي عنهم.
يا أحمد إن أحببت أن تكون أورع الناس فازهد في الدنيا وارغب في الآخرة، فقال: إلهي كيف أزهد في الدنيا؟ فقال: خذ من الدنيا خفّاً من الطعام والشراب واللباس، ولا تدخر لغد، ودم على ذكري، فقال: يا ربّ وكيف أدوم على