responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 256
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله[1].

وقال بعضهم: الحمد لله الذي لم يجعل في قلوب الاُمراء والولاة ما في قلب الحاسد، فكان يهلك الناس جميعاً.

وروي انّ في السماء الخامسة ملكاً تمرّ به الأعمال، فربما مرّ به عمل كالشمسيضيء نوراً فيرده ويقول: هذا فيه حسد فاضربوا به وجه صاحبه، وما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم إلاّ الحاسد، وكل أحد في رضاه سبيل إلاّ الحاسد لا طريق إلى رضاه، لأنّه لا يرضيه إلاّ زوال نعمة المحسود.

ومن علامة الحاسد انّه يشمت بزوال نعمة الذي يحسده ومصائبه، ومن علامته أيضاً انّه يتملّق إذا حضر، ويغتابه إذا غاب عنه من يحسد.

وروي انّ موسى عليه السلام رأى رجلاً عند العرش فغبطه وقال: يا رب بم نال هذا ما هو فيه من سكناه تحت ظلال عرشك؟ فقال: انّه لم يكن يحسد الناس.

والحاسد إذا رأى نعمة بهت، وإذا رأى عثرة شمت، وينبغي لمن أراد السلامة من الحاسد أن يكتم عنه نعمته، وأعظم الأخلاق المذمومة الحسد والغيبة والكذب، فإذا كان الحاسد همّه نشر خصائل المحسود فانّه ينشر فضائله من حيث لا يعلم، ولقد أحسن الشاعر في قوله:


وإذا أراد الله نشر فضيلةطويت أتاح لها لسان حسود

ولقد أحسن الشاعر أيضاً:


وكيف يرجى ودّ حسود[2] نعمةإذا كان لا يرضيه إلاّ زوالها

وقال النبي صلى الله عليه وآله: الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب،


[1] البحار 73: 241.

[2] في "ب": حاسد.

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست