responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 226
وروي انّ رسول الله صلى الله عليه وآله رأى رجلاً يعبث في صلاته بلحيته فقال: لو خشع قلبه لخشعت جوارحه[1].

دلّ هذا الحديث على انّ الخشوع من أفعال القلب، تظهر آثاره على الجوارح، وهو أيضاً ذبول القلوب عند استحضار عظمة الله تعالى، وهو من مقدمات الهيبة، ولا ينبغي للمرء أن يظهر من الخشوع فوق ما في قلبه، ومن الخشوع التذلل لله تعالى بالسجود على التراب، وكان الصادق عليه السلام لا يسجد إلاّ على تراب من تربة الحسين عليه السلام تذللاً لله تعالى واستكانة إليه[2].

وكان النبي صلى الله عليه وآله يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته، ويأكل مع العبيد، ويجلس على الأرض، ويركب الحمار ويردف، ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجة من السوق إلى أهله، ويصافح الغني والفقير، ولا ينزع يده من يد أحد حتّى ينزعها هو، ويسلّم على من استقبله من كبير وصغير وغني وفقير، ولا يحقر ما دعى إليه ولو إلى حشف التمر.

وكان خفيف المؤنة، كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بسّاماً[3] من غير ضحك، محزوناً من غير عبوس، متواضعاً من غير ذلّة، جواداً من غير سرف، رقيق القلب، رحيم بكل مسلم، ولم يتجشّأ من شبع قط، ولم يمد يده إلى طمع، وكفاه مدحاً قوله تعالى: {وانّك لعلى خلق عظيم}[4].

وأوحى الله إلى موسى عليه السلام: أتدري لم ناجيتك وبعثتك إلى خلقي؟ قال: لا يا رب، قال: لأنّي قلّبت عبادي واختبرتهم فلم أر أذلّ لي قلباً منك،


[1] راجع البحار 84: 266 ح67; عن دعائم الإسلام; كنز العمال 3: 144 ح5891.

[2] عنه البحار 85: 158 ح 25.

[3] في "ج": بشاشاً.

[4] القلم: 4.

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست