responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 157
كانوا يقولون ليس لنا في الدنيا من حاجة، ليس لها خُلقنا ولا بالسعي لها اُمرنا، أنفقوا أموالهم، وبذلوا دماءهم، اشتروا بذلك رضى خالقهم، علموا انّ الله اشترى منهم أموالهم وأنفسهم بالجنّة فباعوه، ربحت تجارتهم، وعظمت سعادتهم، أفلحوا وأنجحوا، فاقتفوا آثارهم رحمكم الله، واقتدوا بهم فإنّ الله تعالى وصف لنبيّه صفة آبائه ابراهيم واسماعيل وذرّيتهما، وقال: {فبهداهم اقتده}[1].

واعلموا عباد الله انّكم مأخوذون بالإقتداء بهم والإتباع لهم، فجدوا واجتهدوا واحذروا أن تكونوا أعواناً للظالم، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من مشى[2] مع ظالم ليعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد حادّ الله ورسوله، ومن أعان ظالماً ليبطل حقّاً لمسلم فقد برئ من ذمّة الإسلام ومن ذمّة الله ومن ذمّة رسوله.

ومن دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله، ومن ظُلم بحضرته مؤمن أو اغتيب وكان قادراً على نصره ولم ينصره فقد بآء بغضب من الله ورسوله، ومن نصره فقد استوجب الجنّة من الله تعالى.

وانّ الله أوحى إلى داود عليه السلام: قل لفلان الجبار: انّي لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا، ولكن لترد عنّي دعوة المظلوم وتنصره، فانّي آليت على نفسي أن أنصره وأنتصر له ممّن ظُلم بحضرته ولم ينصره[3].

وقال النبي صلى الله عليه وآله: من آذى مؤمناً ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: آيساً من رحمة الله، وكان كمن هدم الكعبة والبيت المقدس، وقتل عشرة آلاف من الملائكة.


[1] الأنعام: 90.

[2] في "ج": مضى.

[3] عنه البحار 14: 40 ح24.

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست