responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 155
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر ما يخفى، وانّي اُوصيكم بتقوى الله، وبحسن النظر لأنفسكم، وقلّة الغفلة عن معادكم، وابتياع ما يبقى بما يفنى.

واعلموا انّها أيّام معدودة، وأرزاق مقسومة، وآجال معلومة، والآخرة أبد لا أمد له، وأجل لا منتهى له، ونعيم لا زوال له، فاعرفوا ما تريدون وما يُراد بكم، واتركوا من الدنيا ما يشغلكم عن الآخرة، واحذروا حسرة المفرطين، وندامة المغترين، واستدركوا فيما بقي ما فات، وتأهّبوا للرحيل من دار البوار إلى دار القرار، واحذروا الموت أن يفجأكم على غرّة ويعجلكم عن التأهّب والإستعداد، انّ الله تعالى قال: {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون}[1].

فرب ذي عقل شغله هواه عمّا خُلق له حتّى صار كمن لا عقل له، ولا تعذروا أنفسكم في خطائها، ولا تجادلوا بالباطل فيما يوافق هواكم، واجعلوا همّكم نصر الحق من جهتكم أو من جهة من يجادلكم، فإنّ الله تعالى يقول: {يا أيّها الذين آمنوا كونوا أنصار الله}[2]. فلا تكونوا انصاراً لهواكم والشيطان.

واعلموا انّه ما هدم الدين مثل امام ضلالة وضلّ وأضلّ، وجدالِ منافق بالباطل، والدنيا قطعت رقاب طالبيها والراغبين إليها، واعلموا انّ القبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النار، فمهّدوه بالعمل الصالح، فمثل أحدكم يعمل الخير كمثل الرجل ينفذ كلامه يمهّد له، قال الله تعالى: {فلأنفسهم يمهدون}[3].

وإذا رأيتم الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على المعصية، فاعلموا انّ ذلك استدراج له، قال الله تعالى: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}[4].


[1] يس: 50.

[2] الصف: 14.

[3] الروم: 44.

[4] الأعراف: 182.

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست