خير، وإن كان أكسبني العداوة من الناس، فقد ألبسني ثوب الولاية لله تعالى، لأنّ الله تعالى علم منّي مراعاة هذا الأمر صغيراً وكبيراً، وما عرفني به معرفة صحيحة غير والدي رحمه الله، فإنّه قال لي يوماً من الأيام: يا ولدي، أنت تريد الأشياء بيضاء نقيّة خالية من الغشّ من كلّ الناس، وهذا أمر ما صحّ منهم لله، ولا لرسوله، ولا لأمير المؤمنين، ولا لأولاده الأئمة عليهم السلام، فإذاً تعيش فريداً وحيداً غريباً فقيراً، وكان الأمر كما قال، ولست بحمد الله بندمان على ما فات حيث كان في ذلك حفاظ جنب الله تعالى، وكفى به حسيباً ونصيراً".
وقال في مدح الحزن في ارشادالقلوب، الباب الثاني والثلاثون: "ليس العجب من أن يكون الإنسان حزيناً بل العجب أن يخلو من الحزن ساعة واحدة...".
في ذمّه لعلماء السوء:
قال رحمه الله في الباب السابع عشر من كتاب ارشاد القلوب في ذمّ علماء السوء: "... ومثل ذلك مثل رجل كان عطشاناً فرأى جرّة مملوّة فيها ماء، فأراد أن يشرب منها فقال له رجل: لا تدخل يدك فيها فإنّ فيها أفعى يلسعك وقد ملأها سمّاً، فامتنع الرجل من ذلك، ثمّ انّ المخبر بذلك أخذ يدخل يده فيها، فقال العطشان: لو كان فيها سمّاً لما أدخل يده.
وكذلك حال الناس مع علماء السوء، زهدوا الناس في الدنيا ورغبوا هم فيها، وحسنوا إليهم أفعالهم، ووعدوهم بالسلامة، لا بل قالوا لهم: قد رأينا لكم المنامات بعظيم المنازل والقبول...".