فقول الرجل هذا من دون ذلك استهزاء بنفسه، ويجرِ عليها ذنباً ثانياً بكذبه، كما روي انّ بعض الناس اجتاز على رجل وهو يقول: استغفر الله، ويشتم الناس ويكرّر الاستغفار ويشتم، فقال السامع له: استغفر الله من هذا الاستغفار والتكرار.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيّها الناس توبوا إلى الله توبة نصوحاً قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وأصلحوا بينكم وبين ربّكم تسعدوا، وأكثروا من الصدقة ترزقوا، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر تنصروا.
أيّها النّاس انّ أكيسكم أكثركم للموت ذكراً، وانّ أحزمكم أحسنكم استعداداً له، وانّ من علامات العقل التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والتزوّد لسكنى القبور، والتأهّب ليوم النشور[1].
وكان صلى الله عليه وآله يقول في دعائه: "اللهم اغفر لي[2] وتب عليّ انّك أنت التواب الرحيم".
وقيل: انّ ابليس قال: وعزتك لا أزال أغوي [وأدعو][3] ابن آدم إلى المعصية ما دامت الروح في بدنه، فقال الله تعالى: "وعزّتي وجلالي لا أمنعه التوبة حتّى يغرغر بروحه[4].
وما يقبض الله عبداً الاّ بعد أن يعلم منه أنّه لا يتوب لو أبقاه، كما أخبر الله سبحانه عن جواب أهل النار من قولهم: {ربنا أخرجنا نعمل صالحاً}[5]، فقال