responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 84
الحكم: "سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لأبيك وجدّك: إنّكم الشجرة الملعونة في القرآن".

فعلى هذا معنى إحاطته تعالى بالناس إحاطة أقداره بهم، والكلام على ما قيل على حذف مضاف، أي "وما جعلنا تعبير الرؤيا" أو الرؤيا فيه مجاز عن تعبيرها، ومعنى جعل ذلك فتنة للناس جعله بلاء لهم ومختبراً، وبذلك فسره ابن المسيب.

وكان هذا بالنسبة إلى خلفائهم الذين فعلوا ما فعلوا، وعدلوا عن سنن الحقّ وما عدلوا، وما بعده بالنسبة إلى ما عدا خلفاءهم منهم، ممن كان عندهم عاملاً وللخبائث عاملاً، أو ممن كان من أعوانهم كيفما كان.

ويحتمل أن يكون المراد "ما جعلنا خلافتهم وما جعلناهم أنفسهم إلاّ فتنة"، وفيه من المبالغة في ذمهم ما فيه. وجعل ضمير {وَنُخَوِّفُهُمْ} على هذا لما كان له أوّلاً، أو للشجرة باعتبار أن المراد بها بنو أميّة ولعنهم لما صدر منهم من استباحة الدماء المعصومة، والفروج المحصنة، وأخذ الأموال من غير حلها ومنع الحقوق عن أهلها، وتبديل الأحكام، والحكم بغير ما أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام، إلى غير ذلك من القبائح العظام والمخازي الجسام التي لا تكاد تُنسى ما دامت الليالي والأيام.

وجاء لعنهم في القرآن، إما على الخصوص كما زعمته الشيعة، أو على العموم كما نقول، فقد قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} وقال عزّوجلّ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} إلى آيات أخر، ودخولهم في عموم ذلك يكاد يكون دخولا أوّليّاً[1]، انتهى موضع الحاجة


[1] تفسير روح المعاني 15: 107 ـ 108، هذا ومن المفيد الرجوع إلى التفسير الكبير للرازي 20: 236 ـ 237 لملاحظة سائر الأقوال في الآية المباركة.

نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست