responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 384

بغداد (سنة 443 هـ)

قال ابن الأثير في (الكامل):... في هذه السنة في صفر تجدّدت الفتنة ببغداد بين السنّة والشيعة وعظمت أضعاف ما كانت قديماً، فكان الاتفاق الذي ذكرناه في السنة الماضية غير مأمون الانتقاض لما في الصدور من الإحن، وكان سبب هذه الفتنة أن أهل الكرخ شرعوا في عمل باب السمّاكين، وأهل القلاّئين في عمل ما بقي من باب مسعود، ففرغ أهل الكرخ، وعملوا أبراجاً كتبوا عليها بالذهب: " محمّد وعليّ خير البشر " ; وأنكر السنيّة ذلك وادّعوا أنّ المكتوب: " محمّد وعليّ خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر " ; وأنكر أهلُ الكرخ الزيادةَ وقالوا: ما تجاوزنا ما جرت به عادتنا فيما نكتبه على مساجدنا، فأرسل الخليفة القائم بأمر الله أبا تمّام نقيب العبّاسيّين، ونقيب العلويّين وهو عدنان بن الرضي، لكشف الحال وإنهائه، فكتبا بتصديق قول الكرخيّين، فأمر حينئذ الخليفة ونوّاب الرحيم بكفّ القتال، فلم يقبلوا. وانتدب ابن المذهب القاضي، والزهيريّ، وغيرهما من الحنابلة أصحاب عبدالصمد بحمل العامّة على الإغراق في الفتنة، فأمسك نوّابُ الملك الرحيم عن كفّهم غيظاً من رئيس الرؤساء لميله إلى الحنابلة، ومنع هؤلاء السُّنّة من حمل الماء من دجلة إلى الكرخ، وكان نهر عيسى قد انفتح بثقُهُ، فعظم الأمر عليهم، وانتدب جماعة منهم وقصدوا دجلة وحملوا الماء وجعلوه في الظروف، وصبّوا عليه ماء الورد، ونادوا: الماء للسبيل ; فأغروا بهم السُّنّة.

وتشدّد رئيس الرؤساء على الشيعة، فمحوا: " خير البشر "، وكتبوا: " عليهما السلام "، فقالت السُّنّة: لا نرضى إلاّ أن يُقلع الآجرّ الذي عليه " محمّد وعليّ " وأن

نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست