فأمر المتوكل بقطع لسانه، واحراق ديوانه ففعل به ذلك فمات بعد أيام.
هذه هي أنشطة شعراء التشيع أنذاك، وهذه هي أساليب السلطة الحاكمة في إخماد الحس الإسلامي الذي يثبت قضية اسلامية لا تنسجم والتوجه العام للدولة، وعند هذا فكيف يراد اثبات قضية باتت من أخطر القضايا التاريخية التي تدين النظام فيما بعد، فمأساة الزهراء (عليها السلام) كانت خلاصة للحدث الإسلامي بكل خروقاته وكبواته، ومظلوميتها كانت ارهاصاً مبكراً لمظلومية الأجيال الإسلامية المتعاقبة، بما في ذلك آل البيت (عليهم السلام) التي ستجري عليهم ملاحم من الظلم والتنكيل تتعاقب على تنفيذها الانظمة السياسية الحاكمة التي تنتزي فيما بعد على منصب الخلافة الإسلامية، لذا فان البرقي وغيره من الشعراء لم يقدموا سوى رمزية أدبية تُظهر معالم المأساة الفاطمية يتماشون التصريح بوقائع الحدث الفاطمي والحصول على أدنى شاهد لاثبات قضيتهم.
أكد البرقي مسألة الهجوم على الدار واحراقه ليثبت هذا الحدث