نام کتاب : وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : السمهودي جلد : 1 صفحه : 8
(2)
لذلك دأب أولو العلم على تقييد ذلك كلّه، و عنوا منذ فجر تاريخ الدّعوة الإسلاميّة بكلّ ما يتّصل به (صلى الله عليه و سلم) من الأمور الشّرعيّة، أو الشّئون العاديّة، و كان ذلك بطريقة استيعابيّة، و أسلوب استقصائيّ، بحيث إنّ هذه المعارف الوفيرة جلّت لنا تلك الشّخصية الفريدة، بكلّ خصائصها و سماتها، فكانت هذه العلوم منارا تتراءى في ضيائه الشّخصية المحمّديّة تزهو في حلل الكمال و الجمال، و ينبعث من تلك الذّات أريج الجلال و الهيبة و العظمة، و كيف لا تكون كذلك، و قد حلّى التّنزيل الحكيم جيده بعقود المدح و التّكريم، فقال له: وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.
(3)
و لأنّ الرّعيل الأول من الصّحب الكرام هم الجيل المثاليّ؛ لأنّهم خرّيجو مدرسة النّبوّة، الّذين تلقّفوا الفرقان غضّا طريّا من في رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، و إنّهم كانوا أشدّ الخلق هيبة له، و أكثرهم أدبا معه، و أعظمهم إجلالا له و توقيرا .. من أجل ذلك لم يكونوا يرفعون أبصارهم إلى محيّاه هيبة و إجلالا، و إعظاما و إكبارا.
و إذا تأمّلنا معظم أحاديث الشّمائل التي تحكي صفات رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) الخلقيّة .. نجد أن رواتها من الصّحابة أحد اثنين:
نام کتاب : وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : السمهودي جلد : 1 صفحه : 8