نام کتاب : وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : السمهودي جلد : 1 صفحه : 369
و عن أبي قتادة (رضي الله تعالى عنه) قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): «من رآني- يعني في النّوم- فقد رأى الحقّ».
و عن أنس (رضي الله تعالى عنه) قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): «من رآني في المنام .. فقد رآني، فإنّ الشّيطان لا يتخيّل بي».
قال: «و رؤيا المؤمن جزء من ستّة و أربعين جزءا من النّبوّة».
و قوله [(صلى الله عليه و سلم)]: (من رآني في المنام فقد رآني) قال الباجوريّ: أي: من رآني في حال النّوم .. فقد رآني حقّا، أو .. فكأنّما رآني في اليقظة.
فهو على التّشبيه و التّمثيل؛ و ليس المراد رؤية جسمه الشّريف و شخصه المنيف، بل مثاله على التّحقيق.
و قوله [(صلى الله عليه و سلم)]: (فإنّ الشّيطان لا يتمثّل بي) أي: لا يستطيع ذلك؛ لأنّه سبحانه و تعالى جعله (صلى الله عليه و سلم) محفوظا من الشّيطان في الخارج، فكذلك في المنام، سواء راه على صفته المعروفة أو غيرها على المنقول المقبول عند ذوي العقول، و إنّما ذلك يختلف باختلاف حال الرّائي، كالمرآة الصّقيلة ينطبع فيها ما يقابلها؛ فقد راه [1] جمع بأوصاف مختلفة، و مثله في ذلك جميع الأنبياء و الملائكة. كما جزم به البغويّ في «شرح السّنّة».
و كذلك حكم القمرين و النّجوم و السّحاب الّذي ينزل فيه الغيث، فلا يتمثّل الشّيطان بشيء منها.