نام کتاب : وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : السمهودي جلد : 1 صفحه : 29
أفرغته أخلاقه المحمّديّة في قالب كيمياء بأيادي الإحسان [1]، حتّى اضمحلّت حدّة ذلك الوحش و انقلبت حديدته جوهرة إنسان، فتبدّل بغضه بالحبّ، و بعده بالقرب، و حربه بالسّلم، و جهله بالعلم.
و استحال إنسانا بعد أن كان ثعبانا، و صار حبيبا بعد أن كان ذيبا.
فهذا و أمثاله من شواهد مكارم أخلاقه (صلى الله عليه و سلم) ..
أطمعني بإمكان قبولي في جملة خدمه، و دخولي في عداد حشمه، و لا يبعد عن سعة كرم اللّه تعالى أن يهب لي إكراما لرسوله فوق ما أمّلته من الرّضا و القبول.
و ها أنا قد توكّلت عليه سبحانه، و قبضت قبضة من أثر الرّسول، فجمعت هذا الكتاب من آثاره في شمائله الشّريفة (صلى الله عليه و سلم)، و أدخلت فيه جميع الشّمائل الّتي رواها الإمام الحافظ أبو عيسى محمّد بن عيسى التّرمذيّ (رضي الله تعالى عنه) بعد حذف مكرّرها و أسانيدها، و لم أتقيّد بترتيبه و تبويبه، بل سلكت أسلوبا غير أسلوبه، و أضفت إليها من كتب الأئمّة الآتي ذكرهم أكثر منها بكثير، و ألحقت بغريب الألفاظ ما تدعو إليه الحاجة من ضبط أو تفسير. فجاء كتابا حافلا ليس له في بابه نظير.
و سمّيته:
«وسائل الوصول إلى شمائل الرسول»
[1] المراد بذلك: تهذيب النفس باجتناب الرذائل و اكتساب الفضائل.
نام کتاب : وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : السمهودي جلد : 1 صفحه : 29