نام کتاب : وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : السمهودي جلد : 1 صفحه : 242
[جلوس رسول اللّه ص]
و أمّا جلوس رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم):
فعن خارجة بن زيد رضي اللّه [تعالى] عنه قال: كان النّبيّ (صلى الله عليه و سلم) أوقر النّاس في مجلسه؛ لا يكاد يخرج شيئا من أطرافه [1].
و كان مجلسه (صلى الله عليه و سلم) مجلس حلم و حياء، و أمانة و صيانة، و صبر و سكينة، لا ترفع فيه الأصوات، و لا تؤبن فيه الحرم، يتعاطفون فيه بالتّقوى، و يتواضعون، و يوقّر الكبار، و يرحم الصّغار، و يؤثرون المحتاج، و يحفظون الغريب، و يخرجون أدلّة على الخير.
قوله: (لا تؤبن فيه الحرم) أي: لا تذكر فيه النّساء بقبيح، و يصان مجلسه عن الرّفث، و ما يقبح ذكره.
و كان رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) يجلس بين أصحابه كأنّه أحدهم، فيأتي الغريب فلا يدري أيّهم هو حتّى يسأل عنه. فطلب أصحابه منه أن يجلس مجلسا رفيعا ليعرفه الغريب فقال: «افعلوا ما بدا لكم»، فبنوا له دكّانا من طين، فكان يجلس عليها.
و (الدّكّان)- كالدّكّة-: المكان المرتفع يجلس عليه، و هو المسطبة.
و كان (صلى الله عليه و سلم) إذا جلس .. جلس إليه أصحابه حلقا حلقا.
و كان (صلى الله عليه و سلم) لا يتنخّم نخامة إلّا وقعت في كفّ رجل من