نام کتاب : مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار نویسنده : الفاسي، أبو مدين جلد : 1 صفحه : 97
و بقي (صلى اللّه عليه و سلّم) مع أبي طالب حتى بلغ خمس عشرة سنة، ثم انفرد بنفسه، و كان مع ذلك مائلا إليه [1].
(و كان أبو طالب أخا عبد الله) والد النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) لأمه و أبيه [2]، (فلما أتت له (صلى اللّه عليه و سلّم) اثنتي عشرة سنة) على ما قال «البلاذري [3]»، و قيل: (و شهرن و عشرة أيام، ارتحل به (صلى اللّه عليه و سلّم)) عمه (أبو طالب تاجرا قبل الشام فنزل تيماء [4])- و هي بمثناتين فوقية، ثم تحتية، و المد
- من شعره أنه غير مسلم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلّم) و لا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه.
قال ابن هشام: و حدثني من أثق به، قال: أقحط أهل المدينة فأتوا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلّم) فشكوا ذلك إليه، فصعد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلّم) المنبر فاستسقى فما لبث أن جاء من المطر ما أتاه أهل الضواحي يشكون منه الغرق، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلّم): «اللهم حوالينا و لا علينا» فانجاب السحاب عن المدينة، فصار حواليها كالإكليل فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلّم): «لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسره».
فقال له بعض أصحابه: كأنك يا رسول الله أردت قوله: و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ...
و قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد النحوي (ت 285 ه) في كتابه (ما اتفق لفظه و اختلف معناه من القرآن المجيد) ص 29- 30: و يروى عن النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) أنه استسقى على المنبر فسقى فقال: «يا أبا طالباه: لو رأيت ابن أخيك إذ تقول: و أبيض يستسقى ... إلخ». اه/ ما اتفق لفظه ...
باعتناء/ عبد العزيز الميمنى الراجكوتى الأثرى طبع المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1350 ه.
و انظر: السيرة النبوية للإمام/ الذهبي ص 163.
[1] قوله «و بقى مع أبي طالب» إلى قوله: «مائلا إليه» مقتبس من الاستيعاب للحافظ/ ابن عبد البر بحاشية الإصابة 1/ 67.
و انظر: ما نقلناه عن البلاذرى سابقا في وصاة «عبد المطلب» تعليق رقم: 4.
[2] انظر قول البلاذري في كتابه «جمل من أنساب الأشراف 1/ 92- 93».
[3] و «البلاذري»- بفتح الباء و ضم الذال المعجمة و كسر الراء- نسبة إلى شجر من فصيلة البطميات و ثمره شبيه بنوى التمر، و لبه مثل لب الجوز، و قشره متخلخل.
قيل: إنه يقوى الحفظ؛ لكن الإكثار منه يؤدى إلى الجنون ا. ه/ من مقدمة- حاشية- كتاب جمل من أنساب الأشراف/ تحقيق د/ سهيل زكا
و «البلاذري» هو العلامة الأديب المصنف أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البغدادى البلاذرى الكاتب صاحب التاريخ، كان كاتبا بليغا شاعرا محسنا، وسوس بأخرة، لأنه شرب «البلاذر» للحفظ، و قد ربط في «البيمارستان»- المستشفى- و فيه مات.
توفي بعد السبعين و مائتين- (رحمه الله)- تعالى- ا. ه/ سير أعلام النبلاء للذهبي 13/ 162- 163.
و انظر: معجم البلدان للإمام/ ياقوت الحموى 2/ 89- 102.
[4] و: «تيماء»- بالفتح و المد- بليد في أطراف الشام بين الشام و وادي القرى على طريق-
نام کتاب : مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار نویسنده : الفاسي، أبو مدين جلد : 1 صفحه : 97