فيما أوتيه يعقوب (عليه السلام) قالوا: فإن يعقوب (عليه السلام) عظم في الخير نصيبه، و جعل الأسباط من سلالة صلبه، و مريم ابنة عمران من بناته، و الهداة من ذريته، قال اللّه تعالى: وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَالآية.
قلنا: و محمّد (صلى الله عليه و سلم) أعظم بالخير نصيبا، و أوفر حظّا و أرفع ذكرا:
1545- جعلت فاطمة سيدة نساء العالمين من بناته، و الحسن و الحسين من ذريته، و أعطي (صلى الله عليه و سلم) الكتاب المحفوظ، لا يغير و لا يبدل، و أوجب اللّه على الخلق الاقتداء بسنته، و فتح عليه باب الحكمة، فهل من فضيلة أعظم من هذه؟.
(1545)- قوله: «سيدة نساء العالمين»:
أخرج الشيخان من حديث عائشة أنها سألت فاطمة عما أسر إليها النبي (صلى الله عليه و سلم) فقالت: أسر إليّ أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، و إنه عارضني العام مرتين و لا أراه إلّا قد حضر أجلي، و إنك أول أهل بيتي لحاقا بي، فبكيت، فقال: أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة- أو: نساء المؤمنين-؟ فضحكت لذلك، لفظ البخاري في المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام.
قوله: «و الحسن و الحسين من ذريته»:
و قد ثبت عن النبي (صلى الله عليه و سلم) بما أخرجه الإمام أحمد في المسند [5/ 391]، و ابن أبي شيبة في المصنف [12/ 96]، و الترمذي في المناقب برقم 3783، و النسائي في المناقب من السنن الكبرى [5/ 95] رقم 8365، جميعهم من-