أعظم من ملك الدنيا بأسرها سبعين مرة، و وعده اللّه المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون و الآخرون.
و قالوا: إن سليمان سخر له الجن، فقد علمنا أنها كانت مسخرة، و كانت مع ذلك تعتاص عليه حتى يصفدها و يعذبها.
قلنا: قد أتت الجن رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) راغبة طائعة له معظمة لشأنه، فآمنت به و صدقته و اتبعت أمره و تضرعت إليه في الزاد حتى أجابهم إلى ذلك، قال اللّه عزّ و جلّ و قد قال تعالى: وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَالآية.
- و أخرج الإمام أحمد في المسند [3/ 327- 328]، من حديث أبي الزبير، عن جابر مرفوعا: أوتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة سندس، صححه ابن حبان برقم 6364- الإحسان-.
و أخرج ابن أبي شيبة في المصنف [11/ 509- 510] رقم 11849، و ابن أبي حاتم في التفسير [8/ 2666] رقم 14991، و ابن جرير كذلك [18/ 186- و صورته عنده صورة المرسل]، و ابن المنذر، و عبد بن حميد، و ابن مردويه- كما في الدر المنثور [6/ 238]- من حديث حبيب بن أبي ثابت، عن خيثمة قال: قيل للنبي (صلى الله عليه و سلم): إن شئت أعطيناك خزائن الأرض و مفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك، و لا يعطاه أحد بعدك، و لا ينقصك ذلك مما لك عند اللّه شيئا، و إن شئت جمعتها لك في الآخرة؟ قال: اجمعها لي في الآخرة، فأنزل اللّه تبارك و تعالى: تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ يَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10) الآية.
قوله: «قد أتت الجن رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)»: