فيما أوتيه آدم (عليه السلام) قال أبو سعد (رحمه اللّه): ما من شرف خص اللّه به نبيا من أنبيائه إلّا و أعطى رسوله محمّدا (صلى الله عليه و سلم) من جنسه أفضل منه.
1516- و منها: أنّ آية آدم (عليه السلام): في سجود الملائكة له، و لم يكن (1516)- قوله: «في سجود الملائكة»:
و قال غيره: خلقه اللّه تعالى بيده، و علمه الأسماء كلها.
قال السيوطي في الخصائص: أما تعليم اللّه آدم أسماء كل شيء فأخرج الديلمي في مسند الفردوس [4/ 166] رقم 6519 عن أبي رافع قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): مثلت لي أمتي في الماء و الطين، و علمت الأسماء كلها. ا ه.
قلت: في إسناده كما في زهر الفردوس من لم أعرفه، لكن قد أطلع اللّه نبينا (صلى الله عليه و سلم) على كثير من المغيبات و الحوادث و الكوائن، و أطلعه ليلة الإسراء و المعراج على ملكوته، و أراه من صور القيامة ما هو أعظم و أجل من تعليم الأسماء.
و روى الطبراني في معجمه الكبير [3/ 202] رقم 3055 ما هو أمثل من حديث الديلمي إسنادا، فأخرج من حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد مرفوعا: عرضت عليّ أمتي البارحة لدى هذه الشجرة أولها و آخرها، فقال رجل: يا رسول اللّه هذا عرض عليك من خلق، فكيف عرض عليك من لم يخلق؟ فقال (صلى الله عليه و سلم): صوروا لي في الماء و الطين حتى لأنا أعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه، رجاله عن آخرهم ثقات؛ رواه الطبراني من طريق عبد اللّه ابن الإمام أحمد: ثنا عقبة بن مكرم، ثنا أبو بكر الحنفي- اسمه: عبد الكبير بن عبد المجيد من جلة-