[177- فصل: في بعثه (صلى الله عليه و سلم) أبا بكر بالحجّ]
177- فصل: في بعثه (صلى الله عليه و سلم) أبا بكر بالحجّ 786- و أقام رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) بالمدينة حتى دخلت سنة تسع، فبعث رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) أبا بكر الصديق أميرا على الحج، فأقامه للناس، فحج المشركون فأنزل اللّه عزّ و جلّ أول براءة، فبعث رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) ثلاثين آية منها مع علي بن أبي طالب فقرأها على الناس يوم عرفة فقال: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْالآية، يعني: من أهل العهد، و قوله تعالى: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍالآية، يقول: سيروا في الأرض أربعة أشهر حيث شئتم آمنين، فجعل مدة أهل العهد أربعة أشهر من يوم النحر إلى عشر من ربيع الآخر، و جعل من لا عهد له أجله خمسين يوما من يوم النحر إلى انسلاخ المحرم، فذلك قوله تعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ.
فقرأها عليهم علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه و قال: لا يحجن بعد هذا العام مشرك، و لا يطوفن بالبيت عريان، و من كان له عند النبي (صلى الله عليه و سلم) عهد فهو على مدته، و أن اللّه بريء من المشركين.
(786) قوله: «فبعث رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) أبا بكر الصديق أميرا على الحج»: خرجنا مسيره بطوله- و فيه أيضا بعثه (صلى الله عليه و سلم) علي بن أبي طالب ببراءة- في كتاب الحج من مسند الحافظ أبي محمد الدارمي، باب: في خطبة الموسم، تحت رقم 2047- فتح المنان، و خرجنا قول علي و بما بعثه النبي (صلى الله عليه و سلم) من حديث أبي هريرة عنه، رقم 1549، 2665، و من حديث زيد بن يثيع، عنه، تحت رقم 2051- فتح المنان.