[218- فصل: في الدّلائل الّتي يستدلّ بها على نبوّته (صلى الله عليه و سلم)]
218- فصل: في الدّلائل الّتي يستدلّ بها على نبوّته (صلى الله عليه و سلم) قد ذكرنا بعض ما انتهى إلينا من الأخبار الصحيحة و المروية في المعجزات و الآيات.
فأما الدلائل التي يستدل بها على نبوة المصطفى (صلى الله عليه و سلم) فهي من خمسة أوجه:-
الأول: ما أتى به من الآيات التي يعجز عنها طوق البشر.
الثاني: هو الاستدلال بالظاهر من أمره على الخفي.
الثالث: وجود الأخبار في الكتب المتقدمة شاهدة لتصديقه.
الرابع: إخباره لما يكون في المؤتنف و المستقبل، ثم يكون الأمر كما أخبر لا يقع في أخباره- على كثرتها- خلف.
الخامس: البرهان العقلي الذي يضطر العقول إلى معرفة صدقه.
فأما الوجه الأول: و هو الآيات التي أتى بها مما يعجز عنها طوق البشر: فهو مثل: شكوى البعير، و كلام الذئب، و حنين الجذع، و مشي الشجر، و تفجر الماء من بين أصابعه، و إخباره الشاة المسمومة عن نفسها، و إطعامه أصحابه و هم كثيرون من طعام يسير، و مسحه ضرع الشاة لابن مسعود و أم معبد حتى صار حافلا، و ما أشبه ذلك من الآيات التي ظهرت في حفره (صلى الله عليه و سلم) الخندق و في سفره و مسيره و في عامّة مغازيه.